نظرة عامة
اضطراب الكرب ما بعد الصدمة (PTSD) هو حالة صحية عقلية يستثيرها حدث مخيف — قد يحدث لك أو قد تشهده. قد تتضمن الأعراض استرجاع الأحداث، والكوابيس والقلق الشديد، بالإضافة للأفكار التي لا يمكن السيطرة عليها بخصوص الحدث.
أغلب من يمرون بأحداث مؤبمة قد يصابون بصعوبة مؤقتة في التأقلم والتكيف، ولكن بمرور الوقت والعناية الجيدة بالنفس، فعادةً ما يتحسنون. إن تفاقمت الأعراض، أو استمرت لشهور أو حتى لسنوات، وإن أعاقت حياتك اليومية، فقد تكون مصابًا باضطراب الكرب التالي للرضح (PTSD).
تلقّي العلاج الفعال بعد تطور أعراض اضطراب الكرب التالي للرضح (PTSD) يمكن أن يكون حاسمًا للحد من الأعراض ولتحسين الوظيفة.
الأعراض
قد يبدأ ظهور أعراض اضطراب الكرب التالي للصدمة خلال شهر واحد من وقوع الحدث الذي سبب صدمة نفسية، لكن أحيانًا قد لا تظهر الأعراض إلا بعد أعوام من وقوع الحدث. وتسبب هذه الأعراض مشكلات كبيرة في المواقف الاجتماعية أو مواقف العمل وفي العلاقات. ويمكن أن تتعارض أيضًا مع قدرتك على أداء مهامك اليومية العادية.
تندرج أعراض اضطراب الكرب التالي للصدمة عمومًا تحت أربعة أنواع: الذكريات المُلحّة، والتجنُّب، والتغيرات السلبية في التفكير والمزاج، والتغيرات في ردود الفعل الجسدية والعاطفية. وتختلف الأعراض بمرور الوقت أو من شخص إلى آخر.
الذكريات المُلحّة
قد تشمل أعراض الذكريات المُلحّة ما يأتي:
- ذكريات محزنة متكررة غير مرغوب فيها للحدث المؤلم نفسيًا
- استرجاع تفاصيل الحدث المؤلم نفسيًا كأنه يحدث مرة أخرى
- أحلام أو كوابيس مزعجة عن الحدث المؤلم نفسيًا
- توتر انفعالي حاد أو ردود فعل جسدية تجاه أمر ما يذكرك بالحدث المؤلم نفسيًا
التجنُّب
قد تشمل أعراض التجنُّب ما يأتي:
- محاولة تجنُّب التفكير في الحدث المؤلم نفسيًا أو التحدث عنه
- تجنُّب الأماكن أو الأنشطة أو الأشخاص الذين يذكرونك بالحدث المؤلم نفسيًا
- التغيرات السلبية في التفكير والمزاج
- قد تشمل أعراض التغيرات السلبية في التفكير والمزاج ما يأتي:
- أفكار سلبية عن نفسك أوعن الآخرين أو العالم
- اليأس بشأن المستقبل
- مشكلات في الذاكرة، بما في ذلك عدم تذكر جوانب مهمة من الحدث المؤلم نفسيًا
- صعوبة الحفاظ على العلاقات الوثيقة
- الشعور بالانفصال عن العائلة والأصدقاء
- فقدان الشغف بالأنشطة التي طالما كنت تستمتع بها
- صعوبة الإحساس بمشاعر إيجابية
- الشعور بالتبلد العاطفي
التغيرات في ردود الفعل الجسدية والعاطفية
- قد تشمل أعراض التغيرات في ردود الفعل الجسدية والعاطفية (تُسمى أيضًا أعراض الاستثارة) ما يأتي:
- الإجفال أو الشعور بالخوف بسهولة
- الحذر الدائم من وجود خطر
- سلوك مدمِّر للذات، مثل الإفراط في تناوُل الكحول أو القيادة بسرعة كبيرة
- صعوبة النوم
- صعوبة التركيز
- سهولة الاستثارة ونوبات غضب وسلوك عدواني
- شعور بالذنب أو الإحراج صعب التحمّل
بالنسبة للأطفال بعمر 6 سنوات فأقل، قد تشمل المؤشرات والأعراض أيضًا ما يأتي:
- إعادة تمثيل الحدث المؤلم نفسيًا أو جوانب منه من خلال اللعب
- أحلام مخيفة قد تشمل جوانب من الحدث المؤلم نفسيًا أو لا
مدى شدة الأعراض
يمكن أن تتفاوت شدة أعراض اضطراب الكرب التالي للصدمة بمرور الوقت. وقد تظهر مزيد من أعراض اضطراب الكرب التالي للصدمة عند تعرضك للتوتر عمومًا أو عند مواجهة ما يذكرك بما مررت به. على سبيل المثال، قد تسمع صوت فرقعة من سيارة فتستعيد تجارب الحروب. أو قد ترى تقريرًا في الأخبار عن الاعتداء الجنسي وتشعر بغلبة ذكريات الاعتداء الذي تعرضت له.
الحالات التي تستلزم زيارة الطبيب
إذا ظلت تراودك أفكار ومشاعر مزعجة بشأن حدث مؤلم نفسيًا لأكثر من شهر، أو إذا كانت هذه الأفكار والمشاعر مسيطرة عليك، أو إذا كنت تجد صعوبة في استعادة السيطرة على حياتك، فتحدث إلى طبيبك أو إلى اختصاصي الصحة العقلية. إذ يمكن أن يساعدك تلقي العلاج في أسرع وقت ممكن على منع تفاقم أعراض اضطراب الكرب التالي للصدمة.
إذا دارت بذهنك أفكار انتحارية
إذا دارت بذهنك أنت أو شخص تعرفه أفكار انتحارية، فاطلب المساعدة على الفور من خلال طريقة أو أكثر من الطرق الآتية:
- تواصَل مع صديق مقرب أو شخص عزيز.
- تواصَل مع رجل دين أو مرشد روحي أو شخص في مجتمع عقيدتك.
- اتصل بالخط الساخن لمكافحة الانتحار. اتصل من داخل الولايات المتحدة بالرقم 988 أو أرسل إليه رسالة نصية للتواصل مع الخط الوطني الساخن لمكافحة الانتحار والمساعدة في الأزمات 988 المتاح على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. أو استخدم خدمة دردشة الخط الوطني الساخن لمكافحة الانتحار. وهذه الخدمات مجانية وسرية.
- حدِّد موعدًا مع طبيبك أو اختصاصي الصحة العقلية.
متى تحصل على المساعدة الطبية الطارئة
إذا راودتك أفكار باحتمال إيذاء نفسك أو محاولة الانتحار، فاتصل بالرقم 911 في الولايات المتحدة أو رقم الطوارئ المحلي في بلدك أو مدينتك فورًا.
إذا كنت تعرف شخصًا معرضًا لخطر الإقدام على الانتحار أو قد حاول الانتحار من قبل، فتأكد من بقاء شخص ما بجانبه للحفاظ على سلامته. واتصل بالرقم 911 في الولايات المتحدة أو برقم الطوارئ المحلي في بلدك أو مدينتك فورًا. أو إذا كان بإمكانك اصطحاب هذا الشخص بأمان إلى أقرب مستشفى به غرفة طوارئ، فافعل ذلك.
الأسباب
يمكن أن تصاب باضطراب الكرب التالي للرضح عند المرور بحدث، أو رؤيته أو العلم به، يكون منطويًا على تهديد بالموت، أو موت فعلي، أو إصابة خطيرة، أو انتهاك جنسي.
لا يعلم الأطباء على وجه الدقة سبب إصابة بعض الأشخاص باضطراب الكرب التالي للرضح (PTSD). وكما هو الحال مع معظم مشاكل الصحة العقلية، فمن المحتمل أن تحدث الإصابة باضطراب الكرب التالي للرضح بسبب مزيج من:
- التجارب المجهدة، بما في ذلك مقدار الرضح الذي أُصبت به في حياتك وشدته
- مخاطر الصحة النفسية الموروثة، كوجود تاريخ عائلي للقلق والاكتئاب
- الخصائص الموروثة لشخصيتك — تسمى أحيانًا الحالة المزاجية
- الطريقة التي ينظم بها الدماغ المواد الكيميائية والهرمونات التي يفرزها الجسم في استجابته للإجهاد
عوامل الخطر
قد يعاني الأشخاص من مختلف الأعمار اضطراب إجهاد ما بعد الصدمة. إلا أن بعض العوامل قد تزيد من احتمال الإصابة بهذا الاضطراب بعد التعرض لصدمة ما مثل:
- التعرض لصدمة حادة طويلة الأمد
- التعرض لصدمة سابقة في الحياة كالتعرض للاعتداء في أثناء فترة الطفولة
- العمل في وظيفة تزيد من مخاطر التعرض لأحداث صادمة كأفراد الجيش أو العاملين في مجال استجابات الطوارئ
- المعاناة من مشكلات الصحة العقلية، مثل القلق أو الاكتئاب
- المعاناة من مشاكل بشأن سوء استخدام المواد كالشرب المفرط أو الاستخدام المفرط للعقاقير
- الافتقار لنظام الدعم الجيد من العائلة أو الأصدقاء
- أن يكون لديك أقارب مصابين بمشاكل صحية عقلية تشمل القلق أو الاكتئاب
أنواع من الأحداث الصادمة
أكثر الأحداث الشائعة المسببة للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة تشمل:
- التعرض للأحداث القتالية
- التعرض للاعتداء البدني في أثناء الطفولة
- العنف الجنسي
- الاعتداء الجسدي
- التعرض لتهديد السلاح
- حادث
هناك العديد من الأحداث الصادمة الأخرى التي قد تؤدي إلى الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة كالحرائق والكوارث الطبيعية وأعمال السلب والسرقة وحوادث تحطم الطائرات والتعرض للتعذيب والاختطاف واكتشاف الإصابة بأمراض تهدد الحياة والهجمات الإرهابية وغيرها من الأحداث القاسية أو المُهدِدة للحياة.
المضاعفات
يمكن أن يعطل اضطراب الكرب التالي للصدمة حياتك بأكملها، بما في ذلك وظيفتك وعلاقاتك وصحتك واستمتاعك بالأنشطة اليومية.
قد تُزيد الإصابة باضطراب الكرب التالي للصدمة أيضًا من احتمالات الإصابة بمشكلات صحة عقلية أخرى، مثل:
- الاكتئاب والقلق
- مشكلات تعاطي المخدرات أو تناول الكحوليات
- اضطراب الأكل
- الأفكار والتصرفات الانتحارية
الوقاية
بعد النجاة من أحداث مؤلمة وصادمة، يحدث لمعظم الأشخاص في البداية أعراض تشبه اضطراب الكرب التالي للرضح، مثل عدم القدرة على التوقف عن التفكير في ما حدث. الخوف، والقلق، والغضب، والاكتئاب، والشعور بالذنب — جميعها ردود أفعال شائعة عن الصدمة. ومع ذلك، لم يصب أغلبية الأشخاص الذين تعرضوا لصدمة باضطراب الكرب التالي للرضح لمدى طويل.
قد يمنع الدعم والمساعدة في الوقت المناسب من زيادة سوء ردود الأفعال الطبيعية الناتجة عن الضغط النفسي، وعدم تطورها إلى اضطراب الكرب التالي للرضح. وقد يعني هذا طلب الدعم من الأسرة والأصدقاء الذين سيستمعون إليك ويوفرون لك الراحة. وقد يعني البحث عن أخصائي صحة نفسية لدورة علاج قصيرة. وقد يجد بعض الأشخاص طلب الدعم من مجتمع عقيدتهم مفيدًا أيضًا.
قد يساعد الدعم من الآخرين في الوقاية من اللجوء إلى طرق تأقلم غير صحية، مثل إدمان المواد الكحولية أو المخدرة.
التشخيص
لتشخيص اضطراب الكرب التالي للرضح، من المرجح أن يقوم طبيبك بما يلي:
- إجراء فحص بدني لاكتشاف المشكلات الطبية التي ربما تتسبب في ظهور الأعراض عليك
- إجراء تقييم نفسي يتضمن مناقشة العلامات والأعراض والحدث أو الأحداث التي أدت إلى ظهورها
- استخدام المعايير في Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders (الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية) (DSM-5)، الذي نشرته جمعية الطب النفسي الأمريكية
يتطلب تشخيص اضطراب الكرب التالي للرضح التعرض لحدث ما ينطوي على التهديد الفعلي أو المحتمل بالموت، أو العنف أو الإصابة البالغة. ربما تتعرض للحدث بطريقة أو أكثر من الطرق التالية:
- التعرض بصورة مباشرة للحدث المؤلم
- مشاهدة الحدث المؤلم الذي يتعرض له الآخرون، بصورة شخصية
- معرفة أن شخصًا ما قريبًا منك قد تعرض أو عانى تهديدًا بفعل الحدث المؤلم
- تعرضك بصورة متكررة للتفاصيل الحية للأحداث المؤلمة (على سبيل المثال، إذا كنت أول من يستجيب لمشهد الأحداث المؤلمة)
ربما تُصاب باضطراب الكرب التالي للرضح إذا استمرت المشكلات التي تعانيها بعد حالة التعرض المذكورة لمدة تزيد عن شهر وتسببت في مشكلات كبيرة تتعلق بقدرتك على الأداء في البيئات الاجتماعية والعملية وأثرت بشكل سلبي على علاقاتك.
العلاج
سيساعدك تلقي علاج اضطراب الكرب التالي للرضح من استعادة السيطرة على شؤون حياتك. يشكل العلاج النفسي الطريقة الأساسية للعلاج، ويمكن أن يتضمن ذلك العلاج الدوائي أيضًا. سيعمل الجمع بين طريقتي العلاج على تحسن الأعراض، وذلك من خلال:
- تعلمك مهارات التعامل مع الأعراض التي تعانيها
- مساعدتك في إعادة النظر إلى نفسك وإلى الآخرين والعالم من حولك بصورة أفضل
- اطلاعك على الطرق المختلفة التي تتمكن بها من التكيف في حال ظهور الأعراض مرة أخرى
- علاج المشاكل الأخرى المرتبطة بالحوادث الرضحية، مثل الاكتئاب، والقلق، وإساءة استخدام الكحول والعقاقير
- لا ينبغي لك محاولة التغلب وحدك على ما تعانيه من اضطراب الكرب التالي للرضح.
العلاج النفسي
يمكن استخدام عدة أنواع من العلاج النفسي ـ يُسمى أيضًا العلاج بالحديث ـ لعلاج الأطفال والبالغين المصابين باضطراب الكرب التالي للرضح. تشمل بعض أنواع العلاج النفسي المستخدمة في علاج اضطراب الكرب التالي للرضح:
- العلاج المعرفي. يساعدك هذا النوع من العلاج بالحديث على التعرف على طرق التفكير (الأنماط المعرفية) التي تحافظ على تفاعلك ـ مثل المعتقدات السلبية عن نفسك وخطر الأشياء الرضحية التي تحدث مرة أخرى. غالبًا ما يُستخدم العلاج المعرفي مع اضطراب الكرب التالي للرضح إلى جانب العلاج بالتعرض.
- العلاج بالتعرض. يساعدك هذا العلاج السلوكي على أن تواجه بشكل آمن كلاً من المواقف والذكريات التي تجدها مخيفة لكي تستطيع أن تتعلم التكيف معها بفعالية. يمكن أن يحقق العلاج بالتعرض فائدة خاصة في حالات الذكريات والكوابيس. يستخدم أحد الأساليب برامج الواقع الافتراضي التي تسمح لك بدخول المكان الذي تعرضت فيه للرضح مرة أخرى.
- إزالة التحسس وإعادة المعالجة لحركة العينين (EMDR). يجمع EMDR بين العلاج بالتعرض وسلسلة من حركات العينين الموجهة التي تساعدك على معالجة الذكريات الرضحية وتغيير طريقة تفاعلك معها.
يستطيع معالجك أن يساعدك في تطوير مهارات إدارة الضغط النفسي لمساعدتك على التعامل بشكل أفضل مع المواقف الضاغطة نفسيًا والتكيف مع الضغط النفسي في حياتك.
تستطيع كل هذه الأساليب أن تساعدك على التحكم في الخوف المستمر بعد حدث رضحي. يمكن أن تناقش أخصائي الصحة النفسية في نوع العلاج أو مجموعات العلاجات التي قد تحقق احتياجاتك بالشكل الأمثل.
قد تجرب العلاج الفردي أو العلاج الجماعي أو كليهما. يمكن أن يقدم العلاج الجماعي طريقة للتواصل مع الآخرين ممن يمرون بالخبرات ذاتها.
الأدوية
قد تُساعد أنواع متعدِّدة من الأدوية في تحسين أعراض اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
- مُضادَّات الاكتئاب. تُساعِد هذه الأدوية في أعراض الاكتئاب والقلق. وقد تُساعِد أيضًا في تحسين مشكلات النوم والتركيز. أدوية مثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRI) مثل سيرترالين (زولوفت) وباروكستين (باكسيل) مُوافَق عليها من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
- الأدوية المضادَّة للقلق. هذه الأدوية قد تُخفِّف من القلق الشديد والمشكلات ذات الصلة. بعض الأدوية المضادة للقلق قد يَتِمُّ إدمانها؛ لذلك يتم استخدامها عادة لمدة قصيرة فقط.
- برازوسين. في حين أن العديد من الدراسات أشارت إلى أن البرازوسين (مينيبريس) قد يُقلِّل أو يمنع الكوابيس في بعض الأشخاص الذين يُعانون من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، أوضحت دراسة حديثة أنه لم يبدِ أي جدوى مقارَنة بالعلاج الوهمي. ولكن هناك اختلافًا في المشاركين في الدراسة الحديثة عن الآخرين بطرق قد تُؤثِّر بشدة على النتائج. الأشخاص الذين يأخذون في الاعتبار تناوُل برازوسين يجب عليهم التحدُّث مع الطبيب؛ لتحديد إذا ما كانت حالتهم قد تستوجب تجربة هذا الدواء.
يُمكِنكَ أن تعمل أنتَ وطبيبكَ معًا لتحديد أفضل علاج، بأقلِّ آثار جانبية، لأعراضكَ وحالتكَ. قد تَشعُر بتحسُّن في المِزاج والأعراض الأخرى خلال أسابيع قليلة.
أخبِرْ طبيبَكَ عَنِ الآثار الجانبية أو مشكلات الأدوية. قد تحتاج إلى تجربةِ أكثرَ من دواء أو توليفة من الأدوية، أو قد يحتاج طبيبكَ إلى ضبط جرعة أو مواعيد العلاج قبل إيجاد ما يناسبكَ.
التأقلم والدعم
في حالة معاناتك من التوتر أو مشاكل أخرى بسبب وجود حدث صادم أثر على حياتك، زر طبيبك أو أخصائي الصحة العقلية. يمكنك أيضًا اتخاذ هذه الإجراءات مع استمرار العلاج من اضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية:
- اتَبع خطتك العلاجية. على الرغم من أن ربما يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن تشعر بفوائد العلاج أو الأدوية، يمكن أن يكون العلاج فعّالاً ويتماثل أغلب المرضى للشفاء. ذكر نفسك أن الأمر يستغرق وقتًا. سيساعدك اتباع خطة العلاج والاتصال بأخصائي الصحة العقلية بشكل روتيني على التقدم للأمام.
- تعرف على اضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية (PTSD). يمكن لهذه المعرفة أن تساعدك على فهم ما تشعر به، ويمكنك بعدها تطوير إستراتيجيات التعايش لمساعدتك على الاستجابة بفاعلية.
- اعتنِ بنفسك. احصل على قسط كافٍ من الراحة واتبع نظامًا غذائيًا صحيًا ومارس التمارين الرياضية وخذ وقتًا للاسترخاء. حاول أن تقلل من استهلاكك للكافيين والنيكوتين أو تجنبهما حيث إنهما يمكنهما أن يزيدا حالة القلق سوءًا.
- لا تتناول الأدوية من تلقاء نفسك. لا يعد اللجوء إلى تناول الكحول أو المخدرات لتخدير الإحساس أمرًا صحيًا بالرغم من أنها قد تكون طريقة مغرية للتعايش مع الوضع. ويمكنها أن تؤدي إلى العديد من المشاكل في المستقبل والتعارض مع العلاجات الفعّالة ومنع الشفاء الحقيقي.
- حطم الروتين. عند شعورك بالقلق، قم بنزهة سير أو مارس إحدى هواياتك لإعادة التركيز.
- ابق على اتصال. اقض وقتًا مع الأشخاص الذين يقدمون الدعم والرعاية كالعائلة أو الأصدقاء أو القادة المخلصين أو غيرهم. لست مضطرًا للحديث عما حدث إذا لم تكن تريد ذلك. مجرد مشاركة الوقت مع أحبائك يمكن أن يمنحك المعافاة والشعور بالراحة.
- يمكنك التفكير في مجموعة دعم. اطلب المساعدة من أخصائي الصحة العقلية للعثور على مجموعة دعم أو اتصل بمنظمات المحاربين القدماء أو نظام الخدمات الاجتماعية الخاص بمجتمعك. أو ابحث عن مجموعات الدعم المحلية في دليل عبر الإنترنت.
عند إصابة أحد أحبائك بمرض اضطراب الكرب التالي للصدمة (PTSD)
قد يبدو الشخص الذي تحبه كشحص آخر غير الذي عرفته قبل الصدمة؛ يكون على سبيل المثال غاضبًا وعصبيًّا أو منعزلاً ومكتئبًا. يمكن أن يُجهد مرض اضطراب الكرب التالي للصدمة (PTSD) الصحة العقلية والعاطفية للأصدقاء والأحباء بشكل ملحوظ.
وسماع الشخص الذي تهتم لأمره يتحدث عن الصدمة التي أدت إلى مرض اضطراب الكرب التالي للصدمة (PTSD) لديه قد يكون مؤلمًا بالنسبة لك وقد حتى يتسبب في إعاشتك للأحداث الصعبة مرة أخرى. ويمكن أن تجد نفسك متجنبًا محاولاته أو محاولاتها للتحدث عن الصدمة أو قد تشعر بفقدان الأمل في تحسن الشخص الذي تهتم لأمره. وفي نفس الوقت، يمكن أن تشعر بالذنب لعدم قدرتك على معالجة الشخص الذي تهتم لأمره أو إسراع عملية شفائه.
تذكر أنه لا يمكنك تغيير شخص. ولكنك تستطيع:
- تعرف على اضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية (PTSD). يمكن لذلك أن يساعدك على فهم ما يمر به الشخص الذي تهتم لأمره.
- وإدراك أن التهرب والعزلة تعد جزءًا من الاضطراب. في حالة مقاومة الشخص الذي تهتم لأمره مساعدتك، أعطه مساحة ودعه يعرف بوجودك عند استعداده أو استعدادها لقبول مساعدتك.
- اعرض رغبتك في حضور المواعيد الطبية. في حالة استعداد الشخص الذي تهتم لأمره لذلك، يمكن أن يعينك حضور المواعيد على الفهم والمساعدة في العلاج.
- الاستعداد للاستماع. دع الشخص الذي تهتم لأمره يعرف باستعدادك للاستماع، ولكنك تتفهم ما لم يكن راغب في التحدث. حاول عدم إجبار الشخص الذي تهتم لأمره على التحدث عن الصدمة حتى يكون مستعد.
- التشجيع على المشاركة. ضع خططًا لفرص ممارسة أنشطة مع العائلة والأصدقاء. احتفل بالأحداث الجيدة.
- اجعل صحتك أولوية. اعتن بنفسك بتناول الطعام الصحي واحرص على النشاط البدني والحصول على قسط كافٍ من الراحة. خذ وقتًا بمفردك أو مع أصدقائك لممارسة الأنشطة التي تساعدك على تجديد طاقتك.
- اطلب المساعدة إذا كنت في حاجة لذلك. إذا كانت لديك صعوبة في التأقلم، فعليك بالتحدث إلى طبيبك. قد يحيلك أو تحيلك إلى معالج يمكنه مساعدتك على التخلص من قلقك.
- أبقى آمنًا. خطط لمكان آمن لنفسك ولأطفالك في حالة ما إذا أصبح الشخص الذي تهتم لأمره عنيفًا أو مسيئًا.
الاستعداد لموعدك
إذا كنت تعتقد أنك تعاني اضطراب الكرب التالي للرضح، فحدد موعدًا لزيارة طبيبك أو أخصائي صحة نفسية. إليك بعض المعلومات لمساعدتك على الإعداد لموعدك، ومعرفة ما يمكن توقعه.
اصطحب أحد أفراد العائلة أو صديقًا يمكن الثقة به معك، إن أمكن. في بعض الأحيان يكون من الصعب تذكر كل المعلومات المقدمة إليك.
ما يمكنك فعله
قبل الذهاب إلى موعدك، ضع قائمة بكل من:
- أي أعراض كنت تواجهها ومدتها.
- المعلومات الشخصية الأساسية وخصوصًا الأحداث أو التجارب — حتى الحاصلة في الماضي البعيد — التي جعلتك تشعر بالخوف أو اليأس أو الفزع الشديد. ستساعد هذه المعلومات الطبيب في معرفة هل توجد ذكريات لا يمكنك الوصول إليها مباشرة دون الشعور بحاجة ماسة إلى إخراجها من عقلك.
- الأشياء التي توقفت عنها أو تتجنب فعلها لأنها تجهدك.
- المعلومات الطبية عنك، بما في ذلك أي مشكلات صحية بدنية أو ذهنية تم تشخيص إصابتك بها. أدرج كذلك جميع الأدوية أو المكملات الغذائية التي تتناولها، وجرعاتها.
أسئلة ينبغي طرحها لتحقيق أقصى استفادة من الزيارة.
تتضمن بعض الأسئلة الأساسية التي يمكن طرحها على الطبيب أو اختصاصي الصحة العقلية ما يلي:
- ما الذي يتسبب في الاعراض التي أعاني منها في اعتقادك؟
- هل يوجد أي أسباب أخرى محتملة؟
- كيف ستحدد تشخيصاتي؟
- هل حالتي محتمل أن تكون مؤقتة أم مزمنة؟
- ما العلاجات التي توصي بها لعلاج هذا الاضطراب؟
- أنا أعاني مشكلات صحية أخرى. كيف يمكنني التعامل مع هذه الأعراض ومعها اضطراب الكرب التالي للصدمة؟
- متى تتوقع تحسن الأعراض؟
- هل يزيد اضطراب الكرب التالي للرضح (PTSD) من خطر الإصابة بمشاكل الصحة العقلية؟
- هل توصي بأي تغييرات في المنزل، أو العمل، أو المدرسة لتحفيز التعافي؟
- هل سيفيد إخبار المعلمين وزملاء العمل بتشخيصي في التعافي؟
- هل توجد مواد مطبوعة عن اضطراب الكرب التالي للرضح (PTSD) يمكنني الحصول عليها؟ ما المواقع الإلكترونية التي توصي بها؟
- لا تتردد في طرح أي أسئلة أخرى خلال الزيارة.
- ما الذي تتوقعه من طبيبك
- من المرجح أن يطرح عليك طبيبك عددًا من الأسئلة. كن مستعدًا للإجابة عنها لتخصيص وقت للنقاط التي تريد التركيز عليها. قد يسأل طبيبك الأسئلة التالية:
- ما الأعراض التي تقلقك وتقلق أحبائك؟
- متى لاحظت أنت أو أحد أحبائك ظهور أعراضك لأول مرة؟
- هل سبق وتعرضت إلى حادث مؤلم أو شاهدته؟
- هل تنتابك أفكار مزعجة أو ذكريات أو كوابيس حول الصدمة التي تعرضت لها؟
- هل تتجنب بعض الأشخاص أو الأماكن أو المواقف التي تذكرك بالتجربة الصادمة؟
- هل واجهت أي مشاكل في المدرسة أو العمل أو في علاقاتك الشخصية؟
- هل سبق وأن فكرت في إلحاق الضرر بنفسك أو بالآخرين؟
- هل تتناول الكحول أو تستخدم المخدرات الترويحية؟ كم مرة؟
- هل تم علاجك بسبب إصابتك بأعراض نفسية أخرى أو أمراض ذهنية في الماضي؟ إذا كان الجواب نعم، فما هو نوع العلاج الذي كان أكثر فائدة؟